السبت، 5 ديسمبر 2009

عبدالله بن سليمان الحمدان(الوزير ابن سليمان _2)

)الحقيقة تنطق من على شفاه الماضي كثيرٌ هم أولئك الذين يتماحكون حول المشاكل والملمات ، ولكنهم دائماً وأبداً مايتجاذبون النتائج طرحاً ونقداً وتعليقاً !وهذه من سمات العقول " البالية " والشعوب " المتخلفة " الرعوية " أو " النفعية " التي يقتصر نظرها على إفرازات تحتمل - بشكل كبير - أن تكون مصنوعة ومصطنعة ممن له مصلحة نفعية وصولية !في المقابل نجد أن " النهضويين " و " الوطنيين " هم من يقف كثيراً عند المسببات لتلك النتائج السلبية والمؤذية والرجعية ، فيشبعونها نقداُ موضوعياً يصل إلى حد المحاكمة التاريخية العادلة !لايكاد يختلف اثنان في أن وضع المالية السعودية وبالذات في شقها التنموية ، تعاني من قصور حاد يصل إلى الإسفاف و " اللصوصية " المغلفة بـ " البشت " و " المعالي " و " السعادة " و " الكذب " !!لكن القليل منـَّا - وهم أولى الألباب - من يحاول أن يشخص الأسباب والشخوص والميول ، التي أنشأت ورعت هذه " الأحفورة " المالية التي قامت وتقوم على " التداول النفعي السري البيني " للمال العام !في صيف عام 1345 هـ كان للرياض موعداً جميلاً و " نهضوياً " رسمه ثلة من الوطنيين من أبناء قبائل نجد ، عندما قاموا بمسيرة احتجاجية توجهت بهم إلى قصر الملك عبدالعزيز ، مطالبين بوقف " هدر " المال العام الذي كان يقوم به رئيس الخزينة - مالية الدولة آنذاك - عبدالله بن سليمان - من أهالي القصيم - حيث تواترت الأنباء أن الغنائم والضرائب التي كانت تجبى إلى خزينة الدولة ، كان يرسل الكثير منها إلى منطقة القصيم مسقط رأس ابن سليمان !وأثناء تجمع الوطنيين في باحة قصر الحكم بالديرة - حيث مسكن الملك وديوان الدولة - خرج لهم الأمير الأمين محمد بن عبدالرحمن - رحمه الله - وقام بتهدئة المحتشدين الوطنيين ، وأخبرهم بعدم تواجد أخيه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - معرباً لهم عن مساندته لمطالب المتظاهرين ، وأنه سينقلها إلى الإمام عبدالعزيز .أنفض الوطنيون ، وكلهم أمل في الأخوين محمد وعبدالعزيز - رحمهما الله - ، ولم تمض أيام حتى تم عزل عبدالله بن سليمان من رئاسة خزينة الدولة ، وتعيينه في شؤون ديوان الملك !وبعد عام من هذه الحادثة أي في عام 1346 هـ تم نقل عبدالله بن سليمان ، إلى مكة المكرمة وتعيينه مديراً للمالية العامة ، وهي الدائرة التي أنشئت بعد جمع جميع الدوائر المالية في الحجاز ، وجعلها تحت مسمى " مديرية المالية العامة " وأضحى ابن سليمان رئيساً لها .لم يكن وضع ابن سليمان في الحجاز مختلفاً عن نجد ، فلاتزال العقلية " القصيمية " التي تبحث عن المنفعة الأقليمية الخاصة ، هي التي تسيطر على ابن سليمان ، هذا إذا ماعلمنا أن الأمر قد استفحل وخرج عن الطوق ، فقد عين عبدالله بن سليمان أخاه حمداً نائباً له في المديرية ، وتعيين كلاً من عبدالله الشبيلي وعبدالعزيز الشبيلي وسليمان الشعيبي - رحمهم الله جميعاً وعفى عنهم - في دائرة المحاسبات في الرياض ، وجميع هؤلاء كانوا من منطقة القصيم ، وبالتالي كان الفكر المناطقي النفعي قد استحكم في مفاصل الدولة المالية !في الحجاز ، كان الأهالي يحسنون الظن ، إلى أن رأوا أن الأمر يزداد حلكة ، فقد زادت الضرائب على المواطن الحجازي في ذات الوقت الذي يرون فيه مالية دولتهم تصرف مناطقياً وبعقلية وصولية نفعية !وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للحجازيين ، هو قرار ابن سليمان بفرض ضرائب على تجار الحجاز تقدر بحسب المصادر الغربية بـ 24 ألف جنيهاً ، معللاً ابن سليمان فعله ذلك " بأن خزينة الدولة فارغة وعليه ملؤوها " !!يقول كوستنر :" في نهاية الأمر أمتد إلى الآخرين ماكانت تشعر به جماعات الصفوة - القبائل والتجار والأعيان في الحجاز - من السخط .ففي أواخر عام 1923 م عندما كان ابن سعود مسافراً إلى الرياض ، تأخر ابن سليمان عدة أشهر في دفع مرتبات موظفي الحكومة ، وبالتالي أجج غضب الحكام والجنود والمسؤولين الحجازيين ، كما نفذ البنزين تماماً في أوائل سبتمبر وكان النقص واضحاً في كل مكان ، ولم يستطع ابن سليمان الانتظار أكثر من ذلك ، فهاجم رجال مجهولون يفترض أنهم يتصرفون بمبادرة من ابن سليمان يوم 9 سبتمبر ساحات شركة التجارة الهولندية وشركة البرق الشرقية وأفرغوا مابخزانتهما من بنزين ....في أعقاب السرقة كتب فيلبي إلى ابن سليمان مشيراً إلى أن عقوبة السرقة طبقاً للشريعة هي قطع يد السارق ، وأضاف ريان ، أن بن سليمان " يستحق أن يقطع إرباً "!كما أنه بعث باتهام لابن سعود مفصل لابن سليمان ، وحاول أن يتحد مع غيره من أعضاء " مجلس الشورى " وكبار مسؤولي الحجاز وهي مهمة ليست يسيرة ، حيث كان الكثيرون يخشون بن سليمان وتأييد ابن سعود له ، لكن بعد ضغط شديد كان حمزة - مسؤول في الخارجية السعودية - الذي لم يكن راتبه قد دفع لثمانية أشهر ، وفيصل - نائب الملك في الحجاز - الذي كان لابد من نقل مكتبه إلى الطائف بسبب تناقص الأموال ، مستعدين للانضمام إلى فيلبي ، الذي استطاع أن يظفر أيضاً بتأييد شخصيتين حجازيتين هامتين في " المجلس التشريعي " هما الأخوان الفضل ، كما ذكر هوب جيل " لقد كانوا جميعاً ضحايا سلطته فلم يضعهم في الظل فحسب ، بل كانوا يعانون بشدة من عدم توفر الأموال لديه "وحملهم فيلبي على توقيع إنذار موجه إلى ابن سعود في الرياض يهددون فيه بالاستقالة مالم يتم اسبعاد ابن سليمان ، وأرفق بالإنذار رسالة توضح بالتفصيل سوء إلإدارة وطلبوا من بن سليمان أن يوقع الرسالة ، فكان رفضه المتوقع دليلاً على شعوره بالذنب ، وفي 23 وجهت الرسالة إلى الرياض -

هناك تعليق واحد:

  1. قابلت مع احد الزملاء ( وهو شاهد على ذلك) بروفسور تاريخ في لندن ولما علم اننا من السعوديه

    قال لنا انه امضى عدة ايام في جده

    على حساب احد ابناء عبالله بن سليمان ليكتب كتاب عن تاريخ والده

    ولكن عندما قدمت له مسودة الكتاب وقرئها

    غضب وطلب تعديله خصوصا مايتعلق بسلوكه الشخصي و تسريبه لمعلومات حساسه للبريطانيين

    فقلت هذا مثبت في الوثائق البريطانيه والكتاب سيخرج بأسمي وهذا سيفقدني مصداقيتي ولن ارضى على نفسي بمدخل مثل هذا

    حاول ثنيي عن رايي فأصريت

    فقال ... قدم فاتورتك وخذ حسابك ولا تكمل الكتاب ... اتركه اتركه

    ردحذف